تاريخ النشر: 15 كانون الأول 2014

هيثم خلايلة .. فلسطين خسرت «أرب آيدول» وكسبت نجماً


كتب يوسف الشايب:
كان الكثير من الفلسطينيين يمنون النفس، ليلة أول من أمس، الفوز للمرة الثانية على التوالي بلقب "محبوب العرب" (أرب آيدول)، وتنظمها شبكة "إم.بي.سي" للسنة الثالثة على التوالي، من خلال الفنان هيثم خلايلة، ابن مجد الكروم، في الداخل الفلسطيني.
وإن كان ذهاب اللقب للسوري حازم شريف يبدو مستحقا إذا ما تعاملنا مع المسابقة ككل، لكن اللافت أن خلايلة حقق المبتغى من المسابقة، وهي التطور في كل أسبوع عن الآخر، حتى وصل القمة في الأسابيع الأخيرة، وبات منافساً "شرساً" على اللقب، لا سيما بعد أن انحيازه للأغنيات التراثية والفلكلورية الفلسطينية، ما يتيح القول بثقة أن فلسطين خسرت اللقب لكنها ربحت نجماً.
واستطاع خلايلة تحقيق خرق مهم على الصعيد العربي فيما يعلق بكسر الحصار على الفنانين الفلسطينيين من داخل أراضي 1948، فصورة المتجمهرين بكثافة في مجد الكروم على شاشة "إم.بي.سي" تتوسطهم الأعلام الفلسطينية بكثافة، إضافة إلى السعودية وسورية، كان إنجازا غاية في الأهمية على مستوى التعاطي مع الفنانين من حملة الجنسية الإسرائيلية قسراً لمجرد تمسكهم وآبائهم وأجدادهم بأرضهم، وصمودهم لاحقاً رغم كل الممارسات العنصرية الإسرائيلية بحقهم، ما يشجّع إفساح المجال واسعا لحضورهم وتجاوز المقولات الجاهلة والمحصورة التي تقع في دائرة تضييق الحصار عليهم.
وكانت بدايات خلايلة متأرجحة، حيث كان ضيفاً لأكثر من مرة في منطقة الخطر، قبل أن ينتفض على ذاته، ويطلق ما في دواخله من إبداع، خاصة عندما غنى الدلعونا الفلسطينية على وقع "الثوار والبارود واللهب ورد الضيم عن قدس العرب"، هو الذي عنى في لقاء على هامش المسابقة لقريته مجد الكروم، وتحدث عنها، وعن ذكريات الطفولة مع العائلة في موسم قطاف الزيتون، الذي لم يشارك فيه هذا العام لارتباطه ببرنامج "محبوب العرب"، وعن سعادته الكبرى بـ "فرش الطعام" وتجمع عائلات أقربائه في مواسم الزيتون، وعن وصية جده بالحفاظ على الأرض، والتي دفعته ليقوم بمهمة "جداد الزيتون" بنفسه، فيما تقوم والدته وزوجة عمه بالقطاف، كما كشف عن حكايات قطف "الميرمية" من جبال بلدته، وتخطيط الأطفال لـ "سرقة الأسكدنيا من شجرات أبو خليل".
وقدم العديد من الفنانين الفلسطينيين دعماً واضحاً لهيثم خلايلة، من بينهم النجم محمد عساف الذي وصفه بالمتميز، وأشاد بأدائه في الحلقات الأخيرة من البرنامج، واعترف بانحيازه لابن بلده، رغم إشادته بإبداعات السوري حازم شريف الحائز على اللقب (قبل إعلان النتائج)، والسعودي ماجد المدني، والكردي عمار الكوفي.
أما نجم الكوميديا الفنان عماد فراجين، وخلال استضافته والد هيثم خلايلة في فيديو بث عبر "يوتيوب" فعبر عن تضامنه مع ابن بلده، واصفاً إياه بالنجم المحبوب والحقيقي وذي الشعبية الكبيرة، وبأنه يتمتع بصوت جميل وأداء رائع وحضور مميز، مشدداً على أن دعم هيثم واجب على كل فلسطيني، وأن على الفلسطينيين تقدير قيامه برفع اسم فلسطين في حفل عربي مهم كـ"محبوب العرب"، وكذلك فعلت بعض شركات القطاع الخاص، وإن جاء الدعم متأخراً نسبياً، إلا أنه أكد على الكل الفلسطيني بعيداً عن ترهات بعض أقلام  دعاة التقسيم عن وعي ودون وعي، خاصة أن هيثم لطالما أشعل المسرح أكثر من مرة، وأبكى بصدقه حين غنى فلسطين ولها الكثيرين، وبينهم النجم اللبناني وائل كفوري، عضو لجنة تحكيم البرنامج، الذي أشاد وبقية أعضاء اللجنة كالنجمة اللبنانية نانسي عجرم، والفنان المصري حسن الشافعي، وكذلك النجمة الإماراتية أحلام، التي لطالما عبرت عن إعجابها بما قدمه بعبارتها الشهيرة "حيا الله عيال فلسطين".
خرج هيثم خلايلة من "محبوب العرب" في الحلقة النهائي، وكان بين الثلاثة الكبار .. صحيح أنه لم يفز باللقب، لكنه ثبّت نفسه كنجم قدم في عالم الغناء العربي، وكأن لسان حاله يقول كما أطرب "لأكتب على جبين المرج موال .. تراب الوطن ما تبدله بأموال .. لا تحسبوا بجرة قلم تتملكوه .. هالأرض مش شروة ولا أموال .. هالأرض للي يزرع ويفلح وللي بإيديه ثمارها تطرح .. هالأرض للمحراث وإيد تعرفه وجبين بحبات العرق يرشح"، أو كما صدح من على مسرح "أرب آيدول" بأن "يا مهاجرين ارجعوا غالية فلسطين".