محطات مفصلية تحتفظ بها ذاكرة التاريخ الفلسطيني، أجزم أنه سيضاف إليها اللقاء الجماهيري الحاشد، الذي جمع الفدائي ومنتخب الباسك، أول من أمس، وانتهى، كما هو معلوم، بثلاثية لصالح أصحاب الأرض والجمهور، وكانوا بحق شعباً أبياً وشجاعاً ومضيافاً.
مظاهر الحفاوة المتوّجة بأرفع وأنصع صور التضامن مع فلسطين وأبنائها ورموزها، كانت حاضرة، بقوة وزخم.
شاهدنا عبر شاشات التلفزة ما لم نشاهده ونألفه من قَبل، شاهدنا الأعلام الفلسطينية تملأ فضاء المدرجات والشوارع، رأينا "الكوفية" تُزين الأكتاف وتُطوق الأعناق، تابعنا الزي التقليدي الفلسطيني يزهو ويختال في أجواء تضامنية وسط الملعب.
الدموع كانت حاضرة في المشهد التاريخي، وانسكبت بغزارة من عيون الجماهير الذين حملوا صوراً للشهداء الذين سقطوا بسبب الحرب الوحشية على قطاع غزة، خاصة، والوطن الفلسطيني عموماً. تصدر المشهد سليمان العبيد وهاني المصدر.
كافة مظاهر وأشكال الدعم واللفتات كانت حاضرة وقد سبقت اللقاء وتخللته وأعقبته، فعززت في الأذهان أن هناك شعوباً ما زالت تتمتع بضمير حي ونقي، وتنبض بمواقف عظيمة، كانت المشاهد التي واكبت اللقاء عظيمة الوَقْع، كان بحق يوماً فلسطينياً.
ألسنتنا ستظل تلهج بالشكر والثناء لأصحاب فكرة لقاءي الباسك كتالونيا، مثل مبادرات كهذه هي التي تُبقي فلسطين وقضاياها العادلة حاضرة في ذاكرة الشعوب، على امتداد الكون.
قلنا وسنظل نقول: إن الرياضة، بكل مكوناتها، من أبرز وافعل وسائل النضال، لقد تأكدت هذه المقولة في لقاء الفدائي ومنتخب الباسك، وسوف تتأكد وتترسخ عندما يكتمل المشهد بلقاء منتخب كتالونيا.
لقاء الفدائي التاريخي مع منتخب الباسك، ومن بعده مع منتخب كتالونيا يوم غد، أراه منعرجاً نموذجياً بحيث يحضّنا ويُحفزنا على مواصلة عملية التطوير والبناء لحركة رياضية فلسطينية واعدة يكون بمقدورها الترويج للوطن الفلسطيني عبر الأداء الجيد، والنتائج الطيبة، والإنجازات الطموحة متوجة بديمومة الوجود في المحافل الكبرى، الإقليمية والقارية والدولية.
تحدثنا عن أبعاد اللقاء ذي الطابع التضامني، ولم نتحدث عن قيمته الفنية، سيحدث غداً إن شاء الله.