
برشلونة - وكالات: تخوض فلسطين مواجهة استثنائية أمام منتخب كتالونيا على أرض ملعب مونتجويك في برشلونة، في مباراة ودّية تحمل بُعداً إنسانياً يتجاوز حدود الرياضة، إذ تهدف إلى جمع التبرعات لإعمار غزة بعد الدمار الذي خلّفه العدوان الإسرائيلي خلال السنوات الماضية.
ويأتي اللقاء في إطار جولة دولية للمنتخب الفلسطيني تجمع بين التضامن الرياضي ورسالة السلام.
وأعلن الاتحاد الكتالوني لكرة القدم (FCF) تفاصيل الحدث، الذي سيُقام يوم الثلاثاء 18 تشرين الثاني الجاري، بحضور شخصيات رياضية وسياسية بارزة، وفقاً لما نشرته صحيفة سبورت الإسبانية.
وأوضح رئيس الاتحاد خوان سوتيراس أن الهدف من هذه المباراة هو "مدّ جسور الأخوّة بين الشعوب، وسيشارك المنتخب الكتالوني بتشكيلة تضم لاعبين من برشلونة وإسبانيول وجيرونا، في حين سيقود اللقاء الحكم الكتالوني فيكتور غارسيا فيردورا، من الدرجة الأولى في الدوري الإسباني".
ويسعى المنتخب الفلسطيني إلى استثمار هذه الفرصة لإيصال صوته إلى الجماهير الأوروبية، والتذكير بمعاناة أهل غزة وبالحاجة الماسّة إلى دعم إنساني ملموس. ويؤكد القائمون على الجولة أن مداخيل المباراة ستخصّص بالكامل لجهود الإغاثة وإعادة الإعمار، في خطوة تعكس الوجه النبيل للرياضة عندما تتجاوز حدود المنافسة نحو الدفاع عن القيم والكرامة الإنسانية.
واختارت برشلونة ملعبها الأولمبي العريق في مونتجويك ليكون مسرحاً لهذا الحدث، في دلالة رمزية على مكانة المدينة، التي لطالما وقفت مع قضايا العدالة وحقوق الشعوب.
وأشاد عضو مجلس المدينة المكلّف بالرياضة دافيد إسكوديه بالمبادرة قائلاً: "الملعب الأولمبي بُني ليكون رمزاً، واليوم يحتضن مباراة تذكّر العالم بما يجري في غزة، وتعيد للرياضة معناها الإنساني الحقيقي".
وجدد مستشار الرياضة في حكومة كتالونيا برني ألفاريز دعوته للجماهير للحضور، مضيفاً إن "ملء المدرجات بـ30 ألف متفرّج سيكون رسالة قوية للعالم بأنّ الرياضة قادرة على إحياء الأمل"، وأكد أنّ شعار كرة القدم من أجل السلام يلخّص جوهر المبادرة، التي تهدف إلى إعادة الاعتبار للإنسان الفلسطيني في وجه الحصار والدمار.
وتحمل مواجهة فلسطين وكتالونيا في مونتجويك ما هو أبعد من نتيجة أو منافسة رياضية، فهي صرخة تضامن تنبع من قلب برشلونة إلى غزة، في استمرار للتكاتف الإسباني مع القضية الفلسطينية، ورسالة تقول إنّ كرة القدم تستطيع بناء ما تهدمه الحروب.