تاريخ النشر: 25 آب 2024

عائلة قيسية تحاول إخراج مستوطنين من أرضها في بيت جالا


بيت لحم - أ.ف.ب: "برّا!، برّا!".. يصرخ نشطاء مؤيدون للسلام إلى جانب أفراد عائلة قيسية التي استولى مستوطنون على أرضها في الضفة المحتلة، في مواجهة قوات الاحتلال، وهم يحملون هواتفهم وينقلون ما يجري بشكل مباشر على شبكات التواصل الاجتماعي.
نصبت العائلة خيمة في بيت جالا قرب بيت لحم، وتحولت إلى نقطة تجمّع للمواطنين الذين استولى المستوطنون على أراضيهم، وللناشطين المتضامنين معهم.
في الموقع، يتحلّق أفراد العائلة والمتضامنون معهم يومياً لتناول الطعام والصلاة والغناء أو الحديث عن أساليب المقاومة دون اللجوء إلى العنف. ويسيرون كل يوم نحو أرض زراعية تبعد عشر دقائق عن الخيمة، وهي حقل عائلة قيسية الذي تمركز فيه مستوطنون اعتباراً من 31 تموز الماضي، وأقاموا بؤرة استيطانية.
في ذلك اليوم، قالت منظمة "السلام الآن" غير الحكومية الإسرائيلية المناهضة للاستيطان، إن مستوطنين هاجموا، برفقة جنود "الأرض، واعتدوا على عائلة قيسية والناشطين الذين كانوا يحاولون إبعادهم". بعد هذه المواجهة، أقيمت الخيمة.
يقول الناشطون إن مصير هذه العائلة الفلسطينية هو مثال آخر من أمثلة كثيرة على التوسع الاستيطاني في الضفة التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967.
والخميس الماضي، توجّه المتضامنون من جديد مع عائلة قيسية لتفكيك السياج الذي أقامه المستوطنون، بينما حاول أفراد العائلة إخراج ما استطاعوا من الموقع من فرشات وكابلات كهربائية وحتى ثمار الرمان المتدلية من الأشجار.
وقع شجار بين المستوطنين والناشطين، كما يحدث في كثير من الأحيان. ولكن هذا لم يضعف عزيمة أليس قيسية التي أكدت "سنبقى هنا حتى نستعيد أرضنا".
وقالت الشابة، وهي في الثلاثينيات من عمرها، إن المستوطنين "استغلوا الحرب على غزة لتنفيذ مخططاتهم".
وبينما تستحوذ غزة على اهتمام العالم ويتجنب العديد من الأجانب القدوم إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية، بمن فيهم النشطاء المؤيدون للفلسطينيين، "ظن المستوطنون أن الأمور ستجري بصمت"، حسب أليس قيسية التي تشدد على أن "الحال ليست كذلك".
في الفترة من 7 تشرين الأول إلى 12 آب، سجلت الأمم المتحدة 1250 هجوماً شنها المستوطنون ضد المواطنين في الضفة، من بينها 120 تسببت في وقوع ضحايا فلسطينيين و1000 تسببت بأضرار مادية.
حضرت النائبة العربية في "الكنيست" الإسرائيلي عايدة توما لزيارة عائلة قيسية "ليرى العالم ما يحدث" على أرضهم، وهي من المساحات الخضراء القليلة في المنطقة، والقريبة من قرية بتير الفلسطينية المدرجة على قائمة "اليونسكو" للتراث العالمي.
وأثار وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش غضباً دولياً لدى إعلانه في منتصف آب الجاري عن بناء مستوطنة جديدة فيها.
وفي حين تميز إسرائيل بين المستوطنات القانونية وغير القانونية، تعد جميع المستوطنات في الضفة غير قانونية وفقاً للأمم المتحدة.
وحالياً، يقيم فيها 490 ألف مستوطن بين ثلاثة ملايين فلسطيني.
في بيت جالا، فقدت عائلة قيسية منزلها ومطعمها اللذين هدمتهما قوات الاحتلال العام 2019. لكنهم تمكنوا في بداية آب الجاري من حشد المتضامنين تحت خيمتهم الكبيرة.
تقول الناشطة الفلسطينية مي شاهين من منظمة "مقاتلون من أجل السلام" غير الحكومية: "كنت أتمنى لو كانت لدينا كاميرا عندما بدأنا. كنا نجلس على الكراسي، ولم يكن هناك أي شيء هنا".
لكن تحت الخيمة وحولها "يمكننا أن نفعل ما يعبر عنا؛ نرتدي الكوفية، ونغني أغانينا بلغتنا مع رفاقنا المتضامنين"، تقول أميرة محمد، وهي فلسطينية تبلغ من العمر 25 عاماً جاءت من القدس المحتلة.
لكن بعض النشطاء يدركون أن تعبئتهم ليس لها تأثير يذكر في مواجهة وزراء اليمين المتطرف، وهم أنفسهم مستوطنون، مثل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، أو سموتريش.
كتب سموتريش مؤخراً على منصة "إكس": "لن يوقف أي قرار مناهض لإسرائيل ومعادٍ للصهيونية توسيع المستوطنات. وسنواصل النضال ضد المشروع الخطير المتمثل في إقامة دولة فلسطينية".
وتقول الناشطة تاليا هيرش بأسى إن هذه التصريحات "لا تحمل الأمل لهذه الأرض ولا رؤية لمستقبل أفضل". ولكنها تؤكد أن كل ذلك لن يضعف عزيمتها "ليس لدي أي أمل، ولكن، لدي شعور قوي بالمسؤولية".