تاريخ النشر: 21 كانون الأول 2014

انخفاض أسعار النفط يضع علاقة إيران بسورية على المحك


عمان - رويترز: يقول رجال أعمال ومسؤولون تجاريون سوريون انهم قلقون من تعرض شريان الحياة الاقتصادي الذي توفره إيران لضغوط بسبب انخفاض أسعار النفط رغم الرسائل العلنية والدعم الذي تقدمه أقوى حليف إقليمي لسورية.
واعتمد الرئيس السوري بشار الأسد على إيران المنتجة للنفط لمساعدته على خوض حرب أهلية مستمرة منذ ما يقرب من أربع سنوات وفي تدعيم عملة تتعرض لضغوط.
وقال مسؤول تجاري سوري كبير كان يتحدث من دمشق وطلب عدم الكشف عن شخصيته: لو لم يكن الدعم الايراني المستمر الى الان ما كنا نجونا من الازمة.
وأضاف :الدعم الايراني كان الاهم. وفي المقابل نعدهم بالمزيد والمزيد ونفتح لهم الابواب أكثر فأكثر للاستثمار في سورية.
وانتاج النفط في سورية التي تخضع لعقوبات أميركية وأوروبية تراجع بشدة منذ بداية الحرب حيث سيطر المسلحون المتشددون على منشات الطاقة.
وفي تموز عام 2013 منحت ايران سورية تسهيلات ائتمانية قدرها 6ر3 مليار لشراء منتجات نفطية حسبما أفاد مسؤولون ومصرفيون في ذلك الوقت. وجرى تخصيص مليار دولار أخرى لشراء منتجات غير نفطية.
لكن سورية سعت الى الحصول على تطمينات بأن طهران ستحافظ على الوضع الراهن للمساعدات بعد أن انخفضت الأسعار العالمية للنفط بنسبة 50 بالمئة في حزيران عندنا سيطرت المعارضة على ما يصل الى ثلث البلاد.
وكانت الرسالة العلنية من ايران بالإيجاب.
وقالت الوكالة العربية السورية للانباء ان رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي زار طهران هذا الاسبوع لتعزيز الدعم الايراني لسورية وبشكل خاص لضمان وصول منتجات النفط الإيرانية للأسواق السورية.
وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إن نائب الرئيس اسحاق جهانكيري قال يوم الثلاثاء بعد اجتماع مع الحلقي: الدعم الاقتصادي الايراني لسورية سيستمر بدون توقف.

* تراجع الليرة
وفقدت الليرة السورية حوالي 70 بالمئة من قيمتها منذ بدء الحرب الاهلية في عام 2011 كما خسرت عشرة بالمئة أخرى من قيمتها خلال الاسبوعين الماضيين وحدهما.
وقال تجار ان التراجع مدفوع بعدة عوامل من بينها ادراك أن الضربات الجوية الاميركية لتنظيم الدولة الاسلامية لا تساعد الاسد الى الحد الذي كان متوقعا. لكن أحد العوامل الكبيرة تمثلت في الخوف من تراجع قدرة ايران على المساعدة لتعزيز اقتصاد سورية.
ويقول رجال أعمال ومصرفيون مقيمون في دمشق ان البنك المركزي السوري يشعر بانزعاج لأن التراجع في أسعار النفط يؤثر على الدعم الايراني لسورية.
وقال مسؤولان مصرفيان كبيران تربطهما علاقات وثيقة بالبنك المركزي ان ايران أودعت ما بين 500 مليون و750 مليون دولار في البنك المركزي السوري منذ أكثر من عام استخدمتها السلطات لمساعدتها في الحفاظ على استقرار الليرة.
وأضاف المصرفيان إن البنك قام في الأسابيع القليلة الماضية ببيع الدولار لتعزيز الليرة في واحدة من اكبر عمليات السوق منذ بدء الحرب.
ولم يتسن الاتصال بمسؤولين سوريين للتعليق يومي الخميس والجمعة.
ويوجد إجماع عام بين المتعاملين وخبراء البنوك ورجال الاعمال على ان تراجع ايرادات النفط الايرانية سيكون لها تبعات كبيرة على مستوى الدعم الاقتصادي في المدى البعيد رغم التأثير الضئيل على العلاقات التجارية حتى الان.
وقال عضو بارز في غرفة الصناعة في دمشق طلب عدم نشر اسمه: الهبوط الشديد الذي بلغ 50 في المئة في اسعار النفط سيقصم ظهر ايران وليس فقط مستوى دعم الاسد.

* اضطراب أسعار النفط
وسلم الإيرانيون توربينات محطات الكهرباء وحصلوا على وعود لاعادة بناء المساكن والطرق والبنية الاساسية التي دمرت في الحرب ادراكا بأن طهران ستمولها مقابل حصة في الاسهم.
وكل هذا يمكن إجهاضه. غير ان الكثير يعتمد على المدة التي ستبقى اسعار النفط خلالها منخفضة.
ويشعر اثنان من رجال الاعمال السوريين الذين يبيعون منتجات تشمل زيت الزيتون والثياب لتجار إيرانيين من القطاع الخاص بقلق من ان يتم تأجيل سداد المدفوعات.
وقال عضو في غرفة الصناعة السورية من مدينة حلب انه يفهم ان البند الرئيسي في قائمة مشتريات رئيس الوزراء الحلقي في طهران كانت كميات أكبر من واردات منتجات البترول.
وأثر تزايد انقطاع الكهرباء على المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في الوقت الذي توقف فيه المزيد من حقول الغاز عن العمل مما اجبر السلطات على الاعتماد بشكل أكبر على واردات الوقود لمحطات الكهرباء.
وقال تاجر نفط مقره في المنطقة ان سيطرة متشددي الدولة الإسلامية على بعض المعابر الحدودية مع العراق ادت الى تعطيل تدفق عشرات الآلاف من براميل الخام من العراق.
وقال تجار، إن أربع ناقلات ايرانية قامت بتفريغ شحنتها من منتجات البنزين في الشهرين الماضيين في موانئ سورية. لكنها لم تنه النقص الناجم عن زيادة الطلب في موسم الشتاء، ما أدى الى احتجاجات صغيرة في قرى علوية بالقرب من ميناء اللاذقية معقل تأييد الأسد.