تاريخ النشر: 21 كانون الأول 2014

أردوغان: ملاحقة المعارضين "قانونية" ولا غبار عليها الشرطة تفرق تظاهرة مؤيدة لنظام التعليم العلماني


اسطنبول- أ ف ب: اشاد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان امس بالاجراءات القضائية المثيرة للجدل ضد معارضيه، ومنها توقيف اعلاميين معروفين وصدور مذكرة توقيف ضد فتح الله غولن حليفه السابق الذي اصبح عدوه اللدود، معتبرا أنها «مطابقة للقانون ولا غبار عليها».
ويرى معارضو اردوغان في حملات المداهمة اخر دليل على تسلط اردوغان الذي انتخب رئيسا في الصيف الماضي بعد ان تولى رئاسة الحكومة لاكثر من عشر سنوات.
ونفى اردوغان التنكيل بمعارضيه وقال ان المداهمات والتوقيفات جرت في اطار «مؤامرة انقلابية» حاكها غولن بهدف اقصائه عن السلطة.
وقال اردوغان في خطاب ألقاه في اسطنبول وبثه التلفزيون «كنت اتابع هذه العملية عن كثب بصفتي رئيسا لهذه البلاد. كل شيء قانوني ومطابق للاجراءات والاجراءات التي تتخذ حاليا مطابقة للقوانين ولا غبار عليها».
واضاف ان «الشرطة والسلطة القضائية لا تكرران اخطاء الماضي».
ودافع اردوغان عن اعتقال الصحافيين باعتباره جزءا من التحقيق، وقال ان بعضا منهم كان يستخدم المهنة «ستارا» للتمويه على انشطة اخرى.
واوضح ان اعتقال الصحافيين ليس امرا غير مألوف، ملمحا الى اعتقالات في بريطانيا في اطار فضيحة تنصت على الخطوط الهاتفية استهدفت صحف الفضائح.
وقال اردوغان «بمشيئة الله، لن يتذكر احد منظمة المجرمين» وهي التسمية التي يطلقها على مجموعة غولن.
ادلى اردوغان بتصريحاته بعد يوم على طلب محكمة في اسطنبول اصدار مذكرة توقيف في حق فتح الله غولن المتهم بتشكيل «دولة موازية» انطلاقا من الولايات المتحدة حيث يقيم منذ 1999.
اما مدير شبكة سمانيولو هداية قره جا، فسجن بعد ان وجهت اليه تهمة «الانتماء الى منظمة مسلحة وادارتها».
فقد اعتقل الاحد في اطار موجة اعتقالات في اسطنبول وفي مدن اخرى استهدفت بالاجمال 30 شخصا (صحافيون وعناصر شرطة وكتاب سيناريو ومخرجون في التلفزيون) في الاوساط التي يفترض انها قريبة من الشبكة التي يتولى ادارتها غولن.
اما اكرم دومنلي مدير جريدة زمان التابعة للمجموعة الصحافية نفسها التي تطبع حوالى مليون نسخة، فأفرج عنه وعن سبعة اخرين على ان تتم محاكمتهم لاحقا. ولا يسمح لدومنلي بمغادرة البلاد.
واعتقل ايضا ثلاثة من عناصر الشرطة بتهمة التواطؤ في الارهاب.
وعاد دومنلي الى مكتبه في صحيفة زمان حيث استقبله المئات من الموظفين استقبال المظفرين هاتفين هتافات مؤيدة لحرية الصحافة، وفق مشاهد عرضها تلفزيون سمانيولو.
ولا يتوقع ان تستجيب واشنطن لطلب تركيا تسليم غولن الذي توجد لحركته «حزمت» ملايين الاتباع وتمكنت من بناء شبكة دولية وثرية من المدارس الخاصة. ويرى مؤيدو غولن في «حزمت» حركة معاصرة تؤيد الفكر الاسلامي التقدمي.
واثارت حملة الاعتقالات انتقادات لدى الاتحاد الاوروبي. لكن اردوغان رد على ذلك بقوله ان «تركيا ليست بواب الاتحاد الاوروبي». واضاف بلهجة ساخرة ان الاتحاد الاوروبي سارع الى توجيه انتقاداته خلال فترة اعياد الميلاد، فيما «جمل تركيا تنتظر على بابه خمسين عاما».
من جانب اخراعتقلت الشرطة التركية عشرات المتظاهرين امس في العاصمة انقرة واستخدمت رذاذ الفلفل والغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق تظاهرة مؤيدة لنظام التعليم العلماني.
وداهمت الشرطة التظاهرة التي نظمتها نقابات العمال في منطقة كيزيلاي في انقرة واجبرت المتظاهرين على التفرق للاحتماء من المياه ورذاذ الفلفل، بحسب ما افاد مصور فرانس برس.
الا ان بعض المتظاهرين واصلوا التحدي وبقوا في اماكنهم رغم توجيه المياه المتدفقة بقوة من الخراطيم نحو صدورهم، وحملوا لافتات تؤيد نظام التعليم العلماني.
وشوهدت الشرطة تطلق الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل على المتظاهرين بينما كان رجال الشرطة الذين يرتدون الخوذات والاقنعة الواقية من الغاز يقتادونهم، بحسب المصور.
وذكرت بعض التقارير انه تم اعتقال نحو 100 شخص من بينهم رئيس نقابة التعليم فيلي ديمير.
واعرب العديد من النشطاء عن غضبهم من تدخل حزب العدالة والتنمية المنبثق عن التيار الاسلامي في النظام التعليمي في تركيا، واتهموه بتقويض العلمانية في البلاد.
ورفعت الحكومة الحظر على ارتداء الطالبات الحجاب في المدارس الثانوية وشجعت على افتتاح المدارس الاسلامية التي تدرس المنهج الديني الى جانب المنهج العصري. ويتهم المعارضون الرئيس رجب طيب اردوغان باسلمة البلاد تدريجيا، الا ان الحكومة تؤكد انها تعمل على ضمان الحقوق المتساوية لجميع الاتراك.