رام الله – «الأيام»: استشهد فجر أمس، الشاب محمود عبد الله عدوان (21 عاما) من سكان مخيم «قلنديا» على طريق رام الله - القدس، وذلك خلال عملية اقتحام للمخيم نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، واعتقلت خلالها الشاب مجاهد مازن (26 عاما).
وذكرت مصادر محلية لـ «الأيام»، أن عددا كبيرا من جنود الاحتلال اقتحموا المخيم قرابة الساعة الرابعة فجرا، ونفذوا عملية دهم وتفتيش، اقترنت بإطلاق كثيف للنار، ما أدى إلى إصابة الشهيد برصاصة في الرأس.
وأكد رئيس اللجنة الشعبية في المخيم جمال لافي، أن الشهيد كان على سطح منزله، عندما أصيب برصاصة اخترقت رأسه.
وأوضح أن العملية العسكرية الإسرائيلية بدأت قرابة الرابعة فجرا، ودامت نحو ساعتين، حيث اعتقلت قوات الاحتلال الشاب مازن قبل انسحابها من المخيم.
وبين أن الشهيد وجرى تشييع جثمانه ظهر أمس، عامل، لافتا إلى أن لا شيء يبرر الجريمة الإسرائيلية بحقه.
وذكر مدير مجمع «فلسطين الطبي» د. أحمد البيتاوي، أن الشهيد كان وصل إلى المجمع الساعة الخامسة إلا ربعا فجرا، وهو مصاب بعيار ناري في الفك والوجه، ما أدى إلى تفجر دماغه.
وجرى تشييع جثمان الشهيد في مسيرة حاشدة انطلقت من أمام المجمع، باتجاه المخيم، حيث تم أداء الصلاة على روحه الطاهرة في مسجد «قلنديا»، قبل أن يوارى الثرى في مقبرتها.
وردد المشاركون في التشييع، هتافات تستنكر الجريمة المرتكبة بحق عدوان، وأخرى تؤكد تشبث الشعب الفلسطيني بمواصلة نضاله حتى إنجاز أهدافه الوطنية.
وأصيب العشرات من المواطنين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وحالات اختناق متفاوتة، جراء قمع قوات الاحتلال المتظاهرين في محافظات القدس والخليل وجنين.
ففي محافظة القدس أصيب عدد من الشبان بجروح بالرصاص المعدني، خلال قمع جنود الاحتلال المتمركزين على حاجز قلنديا العسكري، شمال القدس، تظاهرة منددة بجريمة اغتيال الشاب عدوان في المخيم، في الوقت الذي عم فيه الإضراب التجاري منطقة قلنديا وضواحي كفر عقب، وسميراميس وحي أم الشرايط بمدينة البيرة حداداً على روح الشهيد.
وفي محافظة الخليل أصيب، مساء أمس، عشرات المواطنين بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، إثر مواجهات في منطقة صافا ببلدة بيت أمر، أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز السام صوب المواطنين ومنازلهم، ما تسبب بإصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق.
وفي محافظة جنين أصيب عدد من المواطنين بحالات اختناق خلال تصديهم لاقتحام قوات الاحتلال قرية زبوبا، غرب جنين، وشروعها بتوقيف المارة والتدقيق في هوياتهم واستجوابهم.
إدانة واستنكار
وأدانت الرئاسة، اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي الشاب عدوان.
وطالبت الرئاسة في بيان صحافي «المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لحماية أبناء شعبنا ووضع حدّ لجرائم قوات الاحتلال والمستوطنين بحق المواطنين العزل».
كما أدانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على قتل الشاب عدوان باستهدافه بعيار ناري في رأسه وهو على سطح منزله، أثناء اقتحامها المخيم فجر أمس الثلاثاء وتنفيذ حملة اعتقالات واسعة.
وطالبت اللجنة التنفيذية، في بيان أصدرته، «المجتمع الدولي بالخروج عن صمته وبالتدخل الفوري والفاعل لحماية أبناء شعبنا وأرضه ومقدساته من الإرهاب المتصاعد لحكومة الاحتلال وعصابات المستوطنين المتطرفة، ووضع حد لتماديها واستهتارها بكافة المواثيق والأعراف الدولية والقانونية والإنسانية».
وأكدت التنفيذية أن «مثل هذه الجرائم وتهديدات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للسلطة الوطنية الفلسطينية، وكافة السياسات العنصرية التي تستهدف اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه، سيتصدى لها شعبنا وقيادته، ولن تثنينا عن مواصلة معركة التحرر الوطني، والانضمام إلى المنظمات الدولية، والتوجه إلى مجلس الأمن الدولي لتقديم مشروع القرار لتحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي».
كما أدان وزير الصحة د. جواد عواد، ما أقدمت عليه قوات الاحتلال بحق الشهيد، مطالبا المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بالتدخل الفوري لحماية أبناء الشعب الفلسطيني من القتل العشوائي الذي تمارسه سلطات الاحتلال.
وشدد في بيان صحافي، على ضرورة وقوف الشعب الفلسطيني صفاً واحداً، أمام مخططات الاحتلال، مضيفاً: «في هذا الوقت، نحن أكثر احتياجاً للوقوف خلف القيادة والرئيس محمود عباس، ودعم حكومة الوفاق، حتى نتصدى لما يخطط له العقل الإسرائيلي».
ونعت حركة فتح – إقليم القدس، الشهيد عدوان، معتبرة أن «هذه الجريمة خنجر جديد في ظهر القضية الفلسطينية، مبينة أنه «منذ بداية العام الحالي سقط 14 شهيدا في مدينة القدس، من ضمنهم الشهيدان مصطفى أصلان ومحمد الأعرج من مخيم قلنديا، اللذان استشهدا بعدما استهدفتهما قوات الاحتلال بالرصاص الحي بمنطقة الرأس، تماما كما استهدفت الشهيد عدوان، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على القتل العامد والمتعمد للفلسطينيين».
وأضافت: إن شهيد اليوم، وكافة شهداء حركة فتح وشهداء الشعب الفلسطيني وقود، ينيرون لنا بتضحياتهم الطريق إلى الحرية، ويسطرون لنا طريق العودة والاستقلال.