تاريخ النشر: 14 كانون الأول 2014

الزميلة أحرار: هشام إنسان هادئ وأصعب اللحظات غيابه الطويل عن المنزل السيّدة ياسمين: أدعم حسام لإيماني بمدى حبّه لعمله ورغبته في تقديم الأفضل

حياة اللاعبين على لسان زوجاتهم ودورهنّ في تقديم الدعم والمساندة


كتب أحمد العلي:

قيل في المثل: "وراء كل رجل عظيم امرأة"، وبغض النظر عن وجود الرجل ومدى عظمته أو عدمه أو مستوى نجاحه، فالمهم أنّ حضور المرأة لمساندة الرجل بلا شك له دور بالغ الأهمية في مختلف المجالات، وها نحن هنا نحاول تسليط الضوء على دور الزوجات في دعم أزواجهنّ اللاعبين، والتعرّف إلى سلوكيات الأزواج قبل وبعد المباريات على لسان زوجاتهم.
الأمر الذي دفعني إلى الكتابة عن هذا الموضوع هو ما سرده لي وسيم عقاب لاعب مركز بلاطة، من قصّة طريفة بعد خسارة فريقه لقاء افتتاحية الدوري أمام شباب الظاهرية، حيث التقيت به صبيحة اليوم التالي، وقال لي: "لقد كنت ليلة أمس في حالة يرثى لها بعد الخسارة، لدرجة طلبت من زوجتي عمل وجبة عشاء دسمة من الدجاج واللحم تقريبا الساعة 11 مساء"، وأضاف ضاحكاً: "فعلت ذلك للتخفيف من شدة انزعاجي عقب الهزيمة".
هذه القصّة الخفيفة اللطيفة دفعتني لتوسيع دائرة البحث والتعرّف أكثر إلى سلوكيات اللاعبين خارج إطار الملعب وبعيداً عن عدسات التصوير، فوقع الخيار بداية على الزميلة الصحافية أحرار جبريني زوجة هشام الصالحي لاعب هلال القدس ومنتخب فلسطين، الزميلة أحرار تحدّثت بإسهاب حول البرنامج الخاص بزوجها، حيث وجبة الغداء تكون حاضرة قبل موعد أي مباراة بأربع ساعات تقريباً، بما تحتويه من نشويات مثل الأرز وصدر دجاج مشوي أو معكرونة، وتشير إلى أنّ هشام يخلد للنوم باكراً حينما يكون لديه مباراة في اليوم التالي، حتى أنّه حينما كان طفلهما خالد في أول أيامه كان هشام دائماً ما ينسلّ من الغرفة وينام في أخرى ليأخذ قسطاً كافياً من النوم.
وتؤكّد الزميلة أحرار أنّ هشام بشكل عام من النوعية الهادئة بتصرفاته وسلوكه داخل المنزل وغير عصبي، والحقّ يُقال من منّا لا يلمح هذه الحالة وهو يتابع هشام الصالحي داخل البساط الأخضر، فنكاد لا نسمع له صوتا أو لحظة غضب فدائماً ما نراه هادئاً خفيف الظل.
بعد المباراة لا بدّ من نقاش كروي تحليلي يدور بين أحرار وهشام حول أدائه خلال المباراة، واستذكار تفاصيلها كاملة والحديث عن أسباب الفوز أو الخسارة، وفي الحالات التي لا يلعب فيها أساسياً لا يتردد بالقول: "هي رؤية المدرب"، وتضيف أحرار: "حتى في حالة الخسارة يبقى هادئاً لكن بلا شك يبدو الحزن والقهر في ملامح وجهه"، وعلى الرغم من ذلك تبقى مداعبة طفلهما الصغير خالد واللعب معه بالكرة من المسلّمات التي لا تغيب عن هشام، وسواء كان ذلك قبل المباراة أو بعدها وفي حالة الفوز أو حتى الخسارة.
أما زوجة حسام أبو صالح السيدة ياسمين بشر تؤكّد أنّ حسام يحب عمله ويهتم به كثيراً، ويحاول دائماً الحفاظ على لياقته وله نظامه الخاص قبل أي مباراة، بحيث يهتمّ بالتواجد في المنزل مبكّراً، وينتقي نوعية الطعام الذي يريد تناوله إضافة إلى النوم باكراً، أمّا من الناحية النفسية فتراه يتحدّث عن المباراة مع نفسه وفي حالات أخرى يُجري اتصالات معينة مع بعض زملائه في الفريق، يحثهم فيها على ضرورة الفوز، وترى السّيدة ياسمين أنّ حسام لاعب هلال القدس والمنتخب لديه قناعة تامّة بأهمية أية مباراة يخوضها واعتبارها بمثابة قمّة نهائي بطولة حتى لو كان الخصم ضعيفاً.
وتسرد السيدة ياسمين ملامح فرحة زوجها الهيستيرية بعد الفوز، وحينها يكون قليل الكلام، أمّا في حالة الخسارة فتؤكّد السيدة بشر على الحالة العصبية التي يمرّ بها أبو صالح، وحينها يصعب الكلام معه ولكنه لا يتوقف عن الحديث حتى مع نفسه حول الخسارة مبدياً امتعاضاً شديداً، خاصة إذا كان أداؤه دون المستوى المطلوب خلال المباراة.
أمّا المرحلة الأصعب التي تمرّ بها كلا الزوجتين ربّما تكون حينما يغادر أزواجهنّ المنزل للسفر مع المنتخب، وهذا ما تؤكّده السيدة بشر حيث ترى أنّ سفر أبو صالح وابتعاده عن المنزل أكثر ما يؤرّقها، ولكن وعلى الرغم من ذلك تجد نفسها مضطرة لدعمه ومساندته كما هي عادتها، وتقول: "أنا على قناعة بأنّ للنجاح ثمن يدفعه الشخص نفسه وفي أحيان أخرى المقربين منه".
ولا يختلف الأمر مع الزميلة أحرار التي تؤكّد على صعوبة ابتعاد هشام عن المنزل، إلا أنّه في المقابل تتقبّل الأمر بشكل إيجابي كونها أصلاً تعمل في مجال الصحافة الرياضية، وتقدّر الالتزامات الملقاة على عاتق زوجها، وتضيف: "أنا أفتخر كون هشام لاعب كرة قدم خاصّة أنني أعشق هذه اللعبة، وكان أحد اهتماماتي أن يكون زوجي يعرف كرة القدم".
ويظهر مستوى الانسجام بين أحرار وزوجها كونها تأخذ رأيه كثيراً في ما تكتبه من مواضيع صحافية، ودائماً ما يتبادلان الآراء حول اللعبة بشكل عام، أمّا الأمر الطريف اللافت للنظر والأكثر جدلاً كون أحرار لا تشجّع فريق هلال القدس الذي يلعب زوجها لصالحه، لذلك تقول: "حينما يلعب الهلال ضد فريق أشجّعه أقع في حيرة من أمري بين رغبتي بفوز فريقي وفي المقابل رغبتي أن أرى زوجي هشام يقدّم الأفضل ويحقق الفوز، ولكن بلا شكّ قلبي يكون مع هشام دائماً".
أمّا السّيدة ياسمين فترى أنّه ليس من الضروري أن تحبّ لعبة كرة القدم، والأولى في الأمر أنّها تحب زوجها حسام وتشجعه وتدعمه دائماً بكل الطرق الممكنة، لأنها ترى فيه انسان صادق بعمله وتؤكّد أنّه حتى في حال اضطراره الغياب عن تمرينات ما، فيعوّضها بتمرينات خاصة يجريها على ملعبهم في سخنين، وتؤكّد أنّها سبق وحضرت وتابعت الكثير من مبارياته أو حتى مشاركته في حفلات التكريم وغيرها، وختمت متمنّية أن يحصل حسام على لقب الدوري للموسم الحالي والمواسم اللاحقة.
صباح الأربعاء توجّه كل من هشام الصالحي وحسام أبو صالح برفقة بعثة منتخب فلسطين إلى الإمارات في آخر مراحل الاستعداد لبطولة أمم آسيا، حيث سيخوضان برفقة زملائهم في المنتخب لقاءين أمام أوزبكستان والصّين، قبل التوجّه إلى أستراليا في العرس الآسيوي المنتظر بداية العام الجديد.